المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2014

في المقهى

دخل إلى ذلك المقهى الذي يملكة، الذي لا يدخله إلا اولئك الذين ينتمون إلى الطبقة البُرجوازية، وكعادتهم الموظفون يهتمون به إهتماماً لافتاً, جلس على على طاولته في تلك الزاوية صاحبة الإطلالة الأجمل والأهدئ، عندها أحضروا له فنجان قهوته وبدأت سيمفونية بيتهوفن التاسعة، عندها اكتملت مستلزمات الكتابة ففتح دفتره وأخرج قلمة الذهبي ليبدأ كتابة مقالةٍ لتلك المجلة التي خصصت له زاوية خاصة. بدأ بمقالته وعندما انتهى نظر إلى تلك السيدة التي شعر أنها تنظر إليه باهتمام، عندها سقط قلمه على  الأرض وخلع نظارته عن وجهه وفتح فاه ثاغراً، لم يُصدق ما رأى! لقد رأى تلك التي سلبته عقله وقلبه وتلك التي أزالت وقاره، لم يخطر بباله أن يراها ثانيةً فهو قد رحل عن بلاده إلى بلادٍ جديدة هروباً من الوجع والألم علّه ينسى معاناته من العادات والتقاليد التي دفنته حياً، فقد كان مسلماً وهي مسيحية فقد أُرغِمَت على الزواج بشابٍ مسيحي وإلا قتلوها أهلها. نظرت إليه وهي برفقة زوجها بعد عشر سنوات وأومأت له برأسها وابتسمت وهو فعل مثلها، لقد بات مُشرداً في المقهى أصبح كمن صدمه قطار وقطّعه إلى أشلاءٍ تناثرت على الأرض. إن شعوره ...

بداية أيلول الضبابية

ها هو اليوم الأول من أيلول حضر وغابت عنه الكثير من الأشياء التي كانت برفقته قبل سنة، جاء وقد سبقته ليلة كانت ضبابية غائمة غامضة لست أدري ما تُخفي!! إن هذا اليوم يأتينا ويغمرنا بذكريات الحنين ويرمي علينا وشاحاً يُكسبنا غموضاً وغرابة! أنظر بين فراغات الغيوم لأجد القمر نصفاً ليُخبرنا أن للحُلُم بقية، أنه رُغم تلك البُرودة والضباب هُناك نورٌ يسطع وسط الظلام حتّى وإن كان نصفاً. إن الأول من أيلول من كل عام يُشكّل بداية جديدة للكثيرين ويحملهم إلى عالمٍ جديد، لكننا نتناسى أن أيلول قادمٌ ليُعلن عن نهاية الصَيف وبداية الخريف ذاك التي تسقط في الكثير من أوراق الشجر، لكنها أقل صدىً من سقوط بعض البشر هكذا كان أيلول الماضي صاحبه سقوط وإنتكاسات عظيمة لا تُنسى، لا أدري ما سُيرافق أيلول الجديد الذي بدأ ضبابياً !! سأخرج بلباسي الصيفي مُتحدياً له وسأتحدث مع الغُرباء وأمشي مع قُطّاع الطُرق لأكسر شيئاً من روتيني المُمل، مُنتظراً للمطر علّى أرى قوس قُزح المُلوّن الذي غابت ألوانه عني منذ زمن وأصبح لوني الوحيد هو الرمادي. رفقاً بنا يا أيلول الضبابي.