قصة كفاح
تَبدأُ تِلكَ الحِكايَة كلّ صَباح يَصحو على أمَل، يَنتَشي بدعاءِ أُمِّه بالتوفيق و يَغدو مُفعماً بالإيجابِية لأجلِ حُلمهِ ذاكَ الذي أرّقَهُ والذي جَعلَه يقومُ الليلَ لأجلِه ... نعمْ لم ينَمْ ليلةً واحِده دونَ بُكاء دونَ خَوْف دونَ تَوتُّر لَم يَعُد هو ذاته لَم يَعُد هوَ نفسه ملامِحُهُ تَغيّرت بِشَكلٍ سيء لا أحد يستطيع أن يُدركَ ما باله إلا مِرآته الليلية فقطْ هيَ من تَنظُر إلى وَجعه إلى سوادِ عَيْنيه وتَسمَع حشرجةَ صوتِه وتردُّده الموجِع .. من يراه يشعُر بأنَّ الدماءَ تُغطّي الأرض هوَ لا يجِد من يبوحَ له لا يجِد من يشعُر بذاك القَهر الذي بداخِله، نارٌ تشتعلُ في قلبِه .. سنةٌ ونِصف وهو على هذهِ الحال بلاده تخونُه يحاوِل أن ينتَفِضَ ويخرُج من قهرهِا فتطرَحُهُ أرضاً ترميه مُثقلاً بهمومِه وجراحِه .. إنّ المؤلمَ في قصّتهِ هو أنّه يستَحِقُّ لو شيئاّ واحداً يحتاجُ لفرصَةٍ واحِدة ليجعَلها جدَيرة بالذِكر .. يرى حُلُمه يتحقق خارِج بِلادِه وتلكَ البلادُ تطلُبه وتقدّم له تسهيلات ومِنَح وأشياء تَجعل منه غيرَ عادي لكنّهُ لا يملِكُ ثمنَ تذكرة سَفَرِهَ وخُروجِهِ مِن بلادِ...