من رواية ما زالت قيد الإنشاء



كان يُراسلها كعادته من هاتفه المحمول فأرسلت له رساله قالت فيها: "سأدعك تراني غداً قليلاً"، هو لم يطلب ذلك لكنها شرقية رائعه تموت ولا تبوح بحبها، هي تشتاقه بشدّه، تُريد أن ترى حبه في تعابير وجهه، تُريد أن ترى انعكاسها في عيناه، تُريد أن ترى تلك اللمعة التي تعبّر عن كثير من الحُب، تُريد أن تُكحّل عيناها برؤياه.

أما هو فشعر بأنها تشتاقه حقاً، فأراد الّا يكون مُبتذلاً فقال لها: "أنا أسعد إنسان على هذه الأرض الآن" وكان يعنيها حقاً، لأول مرّه يشعر بأنها تُحبه بقدر كبير، هو مُعقد قليلاً لدرجة أنها لا تفهمه كما يُريد، إنه مُفعمٌ بالأناقة لدرجة أنها باتت سمته المُميزة.

إنتهى الليل وكُلٌ منهم يبحث عن الوقت الذي يُريد أن يُبرّد به شوقه للآخر، هو انتظرها منذ التاسعة صباحاً فقد ألغى كل شيء وانهى الضروري ليتفرّغ لتلك الثواني التي أرادت أن تمنحه إياها، هي تنهي أعمالها بحدود الثالثة وموعدهم بعدها بنصف ساعه، كان اللقاء بمكانٍ عام هو لا يُحبه لكنه سيعشقه لأجلها، وقف لينتظرها وهو بكامل أناقته الكلاسيكية الغير معتاده يقف كغريبٍ في ذلك المكان اتت فتاه من بعيد ووقفت امامه لتقول له: "أنت أنيقٌ لدرجة كبيرة" وعرّفته بنفسها ولأنه لبقٌ أكثر من العاده استقبل مديحها بابتسامةٍ وبادلها اسمه فقط ورحلت، هو لم يفكّر بها أصلاً لأنه ينتظر أنثاه الجميلة، أتت من بعيد وهي تتألّق أمامه كملكة تحكُم الكون كلّه كضوءٍ يُنير المجرّات جميعها، وكانت صديقتها معها هي كانتُ حُمرة الخجل تكسي وجنتاها والتألق حولها كهالةٍ أسطورية، أرادت أن يكون لقائهما كالصدفة امام صديقتها فكان لها ما أرادت لكن منذ متى الحُب يكون سِرّاً ولا يتضح بوجوه العاشقين؟!
كان لقاءاً قصيراً جداً، تركته وذهبت، هو قفز فرحاً بعد أن أدارت ظهرها لكن صديقتها التوحَت ورأته فخجل وهدأ وأدار ظهره وهرب بحبه وجرعة العشق الجميلة التي منحته إياها عندما نظر إلى عيناها الخجولتين، وابتسامة ثغرها الفاتنة.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لقاء قصير

بيننا وبينهم (الشرق والغرب)

ضائِعٌ بَيْنَ عَيْنَيْها