ضائِعٌ بَيْنَ عَيْنَيْها
ضائِعٌ
بَيْنَ عَيْنَيْها
دخل
إلى جامعته صباحاً حوالي الثامنة والنصف وكان يوم منتصف الأسبوع، دخل كعادته
مُبتسماً، متفائلاً وعاشقاً أيضا فسلم على أصدقاءة وجلس مع أحدهم ليوضح له شيئاً
من مادة إمتحانه ولكنه جلس على المقعد الذي كان بجانبها، لقد كانت تبتسم بروعه لقد
كانت ابتسامتها حريريه ناعمه مفعمه بالأناقة. شرع بتدريس صديقه ولكنه يسترق
النظرات إليها ليجدها بأروع الصور على الإطلاق، لقد نسي كل ما كان يريد قوله ونسي
ما درسه أيضاً.
لقد
كانت ترتدي فستاناً فيروزياً رائعاً بقدر ابتسامتها الجذابه التي كانت كفيله بأن
تسلبه كل شيء، إنه عاشقٌ للون الفيروزي إنه لونه المفضل للنساء، إنه يمثل الثقة
بالنفس للأنثى. نعم، لقد كان يتحدى الإناث بارتداء هذا اللون لأنه يحتاج إلى أكثر
من وجهٍ جميل بل يحتاج إلى مشية ثابته ونظرات خلّابه وابتسامة تنسي أي أحد
الكئآبة.
جلس في
محاضرته وهو يفكر بجاذبية تلك الأنثى الإستثنائية، أراد أن يكتب ما بداخله لكنه
خاف من أن يقرأها أحد. أخذ يفكر في سيمفونيته المفضلة "الدانوب الأزرق"
كان يتمنى أن يُغير اسمها إلى "الصباح الفيروزي" لشدة إعجابه بتلك
الإستثنائية، لقد كان قلبه يعزف سيمفونية أخرى تماماً، سيمفونية أجمل من سيفونيات
بيتهوفن كان يعزف الحب والحَيْرة والحنين، لقد كان تائه.
لقد أحس
وهي تجلس على المقعد المجاور له بأنه يشرب من ينبوع الحياة الذي يشفي الأشخاص من
أي داء، لكن من يشفيه من مرض العشق؟!، إنه احساس مفعم بالحيوية والحب.
لم
يدرك أن هناك أنثى تستطيع أن تعبث بمشاعرة هكذا، لقد حملته إلى عالم نرجسي لا يعيش
به إلا هو وهي، تلك التي تُخفي عشقاً رائعا وإعجابا متحفظ.
لم
يعرف من أين غمرته رائحة الياسمين، فلم يكن هناك ياسمين أبداً! لقد عرف أن عقله
بدأ يُصوّر ويرسم تلك اللوحة الإستثنائيه وأن قلبه أكمل سيمفونية الصباح الفيروزي،
كان يريد أن يقول لها: "إنها اليوم أكثر جمالاً وفتنه، إن هذا أجمل صباحٍ
تًصًبح به منذ مدة طويلة"، فاكتفى بأن يترك الحديث للعيون، وبقي هذا الصباح
واحداً من الأجمل.
تعليقات
إرسال تعليق