في العزلة
عندما كنت صغيراً اثناء مشاهدتي لمسلسل تلفزيوني أو فيلم سينمائي وعندما يكون به كاتب أو مبدع أو شاعر أو فنان كان دوما يحتاج إلى العزلة ليكمل ما يبرع به, فأتسائل لماذا يحبون العزله لماذا لا يبدعون إلا في هذه الاوقات؟!
وعندما كبرت واجهتني مشاكل وكنت احياناً أحتاج إلى إتخاذ قرارات في غاية الأهمية لا اجد الحل إلا عندما أكون وحدي في مكان لا اسمع به احدا ولا أحد يسمعني كنت أحتاج إلى صفاء الذهن وصفاء القلب لأفكر وأفكر وأفكر وأحيانا اتأمل في هذه المشكلة وكيفية حلها. عندها وجدت جزءا من الحل لسؤالي .
لكن عندما كبرت أكثر كنت أكتب أحيانا فلم أكتب إلا عندما اكون صافي الذهن لا أسمع ما يزعجني وأحيانا كنت اسمع موسيقى كلاسيكية تمنح الصفاء والتركيز. عندها كونت إجابة أكثر شمولا عن سؤالي.
فمفهوم العزلة عندما نسمعه أول فكرة تخطر ببالنا هي ان من يفضل العزلة هو شخص مريض نفسيا شخص يهرب من واقعه شخص يخاف من مواجهة المخاطر, لكن الحقيقة هي أن العزلة تفيد صاحبها بمنحه الصفاء بمنحه القدرة على إتخاذ تلك القرارات الحساسة التي تحدد حياتنا التي تقوم بتشكيلها بناءا على تلك القرارت فالعزلة هي رائعه بكل معنى الكلمة لا يعرف روعتها ال اشخاص قليلون اشخاص عرفو كيف يرسمون احلامهم في هذا سماء هذا العالم كيف يكتبون اجمل الكلمات في زمانٍ لا يقدر احد تلك الكلمات, كيف يجعلون تلك العزلة مكانا يدفنون بها تلك اللحظات المحزنه تلك الانتكاسات التي قصمت ضهورهم ويتخذون منها مكانا لإنطلاقة جديدة نحو غدٍ أفضل يتخذون منها انطلاقة رائعة ومكانا لبداية الابداع لديهم.
فالعزلة كل انسان يتمناها احيانا ليرى هذا العالم من كل جوانبه ويتخذ كل شئ به عنصرا يساعده على الابداع والانطلاق الى مكان لا يعرفه الا هو ليبدع ويبهر هذا العالم في ابداعه, فالعزلة مكان وعالم لا يعرفه الا الأشخاص المبدعون الأشخاص الانقياء الذين يستلهمون افكارهم من السكون من الطبيعة احيانا.
فالعزلة هي مكان للنهايات السعيده لحكايات ينسجها خيالنا ليجعلنا اشخاصا اكثر ابداعا واكثر سعاده.
تعليقات
إرسال تعليق