قصة كفاح
تَبدأُ تِلكَ الحِكايَة
كلّ صَباح يَصحو على أمَل، يَنتَشي بدعاءِ أُمِّه بالتوفيق و يَغدو مُفعماً
بالإيجابِية لأجلِ حُلمهِ ذاكَ الذي أرّقَهُ والذي جَعلَه يقومُ الليلَ لأجلِه ...
نعمْ لم ينَمْ ليلةً واحِده دونَ بُكاء دونَ خَوْف دونَ تَوتُّر لَم يَعُد هو ذاته
لَم يَعُد هوَ نفسه ملامِحُهُ تَغيّرت بِشَكلٍ سيء لا أحد يستطيع أن يُدركَ ما باله إلا مِرآته الليلية فقطْ هيَ
من تَنظُر إلى وَجعه إلى سوادِ عَيْنيه وتَسمَع حشرجةَ صوتِه وتردُّده الموجِع ..
من يراه يشعُر بأنَّ الدماءَ تُغطّي الأرض هوَ لا يجِد من يبوحَ له لا يجِد من يشعُر
بذاك القَهر الذي بداخِله، نارٌ تشتعلُ في قلبِه ..
سنةٌ ونِصف وهو على هذهِ
الحال بلاده تخونُه يحاوِل أن ينتَفِضَ ويخرُج من قهرهِا فتطرَحُهُ أرضاً ترميه مُثقلاً
بهمومِه وجراحِه ..
إنّ المؤلمَ في قصّتهِ
هو أنّه يستَحِقُّ لو شيئاّ واحداً يحتاجُ لفرصَةٍ واحِدة ليجعَلها جدَيرة بالذِكر
.. يرى حُلُمه يتحقق خارِج بِلادِه وتلكَ البلادُ تطلُبه وتقدّم له تسهيلات ومِنَح
وأشياء تَجعل منه غيرَ عادي لكنّهُ لا يملِكُ ثمنَ تذكرة سَفَرِهَ وخُروجِهِ مِن
بلادِه التي تُدميه وتُثقِل كاهِله هُموماً ووجعاّ ..
مَن ينتشِلُهُ مِن حُزنِه
وهمّه؟
يعودُ مساءاّ مَلامِحُهُ
يَعتريها التَعَب والهَم وشيئاً مِن الأمل لا يدري ماذا يحكي لأهله عن خيبتهِ الجَديدة.
يرمي جسدهُ على كرسي
الحافِلة وينظُرُ مِن النافِذَه غيرَ عابِئٍ بِمَن حَوله يَفكّرُ بِرحلتِه وهمومِه
ووجعه يَضُع سمّاعاته في أُذُنيْه ويستَمِع موسيقاه الكلاسيكية يُفكِّرُ في تِلكَ
الطريقة التي تُخرِجُه مِن دوّامةِ الحَياه تلكَ التي أتَت بِكُلِّ مَن هُم خلفَه
ووطنَهُ الذي أصبَحَ أشبهَ بجلسةِ نساءٍ يَحكُمنَهُ ويقُمنَ بأعمالِه بِدون مَعرِفه
ليسَ لكَ مكانٌ فيه ..
كيفَ لهُ أن يُشفَى مِن
وَجَعِه .. مَن يُداوي جُرح نسيانه؟
يَنظُرونَ إليهِ بعينٍ
فيها شيءٌ مِن الحَسَد وآخرون يَتشّفونَ بِجُرحِهِ ما بالُ هذا الشاب في بدايةِ
العشرينات قد غَزتهُ بعضُ الشُعَيْرات البيضاء وهكذا لا يكترثُ لشيء ..
لا أحد يَعلم ما بالِه
لا أحد يَعلم أنَّ تأنُّقَهُ ما هو إلّا مُحاولَة فاشِلة لإِخفاءِ ملامِحَ وَجعه
..
تَتَكرر الأيام وتتعدد
المواقِف ولكنّهُ غريب ما زال يملُكُ الأمل غريبٌ أمر هذا الشاب!!
تعليقات
إرسال تعليق