المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2014

وفي غيابها 2

وفي أثناء غيابها جلس على مقعده في محاضرته وأخذ يكتب تلك الملاحظات التي ينطقها مُدرِّسه إنه يكتب ولكنه لا ينتبه فباله مشغولٌ بها، وقلبه يخفق بِشدّه فهي غائبه، لقد رحلت إلى وطنها، تركته بلا وطن، تركت بداخله شوق كل يوم يتضاعف، ما زال يُفكر بكلماتها التي قالتها بعد أن طلب منها أن لا تُطيل الغياب وأن تَرجِع إلى وطنه الذي باتت سمائه رمادية وغروبه افتقد إلى اللون الوردي. لقد قالت له: "لقد سافرت كثيراً خارج هذا الوطن الذي أعيش به منذ زمن طويل لكنها المرة الأولى التي لا أشتاق له!". كلما تذكر تلك الكلمات شعر بغصّة داخله بل إن الألم وصل إلى جوفه ... إنها المرة الأولى التي يشعر بها أن للحدود قيمة. لقد با يُفكر: "هل ستغيب ويبقى الأثر؟ اسمها، صوتها، ضحكاتها، خيالها، وذكرياتها فقط ستبقى؟!" أفكاره مضطربه، هو يتصرف بطبيعة هادئه لكن سُرعان ما يغضب، سرعان ما تظهر عنجهيه وعصبية على ملامحه ويصبح ثائراً وهائجاً :أمواج البحر العاتية. يريد أن يخفي ما بداخله من اضطراب وضياع وأفكار متشردة. إنه يسمع صوت ربابةٍ حزينة يعزف في قلبه، إنها تعزف أحزن الألحان. نصف ساعة على إنتهاء محاضرته ...

على ضِفة النهر

أتت من بعيد لِتجلس بجانبه على مقعده المُعتاد في تلك الحديقة المزدحمة التي يجلس بها ليقرأ كِتاباً أو روايةً إعتاد على حملها معه إلى ذلك المكان الهادئ المُطل على النهر, نظرت إليه وابتسمت وقالت له آسف على إزعاجك سيدي, قال لها: أهلا بكِ في أي وَقتْ قالها وهو يَعلم بداخله ربما هي الوحيدة التي سيفعل لها ما تُريد ويَحِق لها أن تتجرأ عليه إلى أبعد الحدود, كيف لا وهي ذات الجمال الرائع, والهدوء الأروع, بل الأسلوب اللامتناهي الروعة في الحديث. قالت له بعفوية ودلال ولا أروع: "كيف لرجلٍ مِثلَك أن يجلس في هذا المكان الرومنسي للغاية ويقرأ كتاب هتلر (كفاحي)؟! أليس هذا نوع من التناقض يا سيدي؟, اعذرني على تطفلي", اتبعتها بابتسامةٍ خيالية لا تترك لأي أحدٍ مجالاً بأن يتجاهلها ويتجاهل أن يُجيب على تلك الأسئلة الفضولية. لكنها ربما نسَت أن من يقرأ يتعلّم الكثير من فنون الرد ... نظر إليها مبتسماً وقال: "إني أقرأ هذا الكتاب هُنا بالذات لأني أخاف أن أُشعِل ثورَة وأنا أتفاعل مع الكتاب لأني أقرأ الكُتب بحواسي جميعها, فأنظر حولي أرى الهدوء فيهدأ ما بِداخلي". فضحكت وقالت: "إنك...

فكرة من صديقة بصياغَتي

من مِنّا لا يشعر بالضيق ليلاً؟ من مِنّا لا يشعر بالأرق؟ من مِنّا يشعر بأن هذه الدنيا لا تتسع له؟ كُلنا شَعرنا بخيانة الحياة لنا مما جعلنا نأرق ولا نستطيع النوم وتصبح أحاسيسُنا حزينة والحزن والحيرة والإرهاق يجتاحنا. فما الحل؟! لقد وجدت طريقة ناسبتني جداً لأنام هانئاً مُرتاح البال ألا وهي: النظر إلى السماء الحالكة السواد والبحث عن نجمة ساطعة ونتأملها بنقاء وصفاء لم نعهده من قبل ونتأمل جمالها ونتخيل بأنها تسمع وتدرك ما بداخلنا بدون أن ننطق بكلمة, ربما نشعر بأن هناك طاقة تجتاحُنا ودخلت إلى قلوبنا لتساعدنا على مواجهة ما بنا من ضيق, و تساعدنا على التخلص من أرقنا. ربما القارئ سيعتقد أنني أهذي أو أن تلك الخرافات الإغريقية إجتاحت عقلي أو أنني أصبحت كمن تاه في بحر الشعر والخواطر الخرافية!. إن الحياة تجبرنا على أن نجد أي طريقة لتفريغ ما بنا من أرق وألم وحزن لكن لكل منا طريقتة فمِنا من يرسم ومنا من يكتب وآخر يصرخ و..., إن إيجاد طريقة لنشعر بالسعادة رغماً عنا هي شئ يدل على صفاء النفس والقوة فمن لا يملك الصفاء لا يشعر بهذه الأشياء التي أقرب ما تكون للخرافة والخيال. فلتكن لكل مِن...

في العزلة

  عندما كنت صغيراً اثناء مشاهدتي لمسلسل تلفزيوني أو فيلم سينمائي وعندما يكون به كاتب أو مبدع أو شاعر أو فنان كان دوما يحتاج إلى العزلة ليكمل ما يبرع به, فأتسائل لماذا يحبون العزله لماذا لا يبدعون إلا في هذه الاوقات؟! وعندما كبرت واجهتني مشاكل وكنت احياناً أحتاج إلى إتخاذ قرارات في غاية الأهمية لا اجد الحل إلا عندما أكون وحدي في مكان لا اسمع به احدا ولا أحد يسمعني كنت أحتاج إلى صفاء الذهن وصفاء القلب لأفكر وأفكر وأفكر وأحيانا اتأمل في هذه المشكلة وكيفية حلها. عندها وجدت جزءا من الحل لسؤالي . لكن عندما كبرت أكثر كنت أكتب أحيانا فلم أكتب إلا عندما اكون صافي الذهن لا أسمع ما يزعجني وأحيانا كنت اسمع موسيقى كلاسيكية تمنح الصفاء والتركيز. عندها كونت إجابة أكثر شمولا عن سؤالي. فمفهوم العزلة عندما نسمعه أول فكرة تخطر ببالنا هي ان من يفضل العزلة هو شخص مريض نفسيا شخص يهرب من واقعه شخص يخاف من مواجهة المخاطر, لكن الحقيقة هي أن العزلة تفيد صاحبها بمنحه الصفاء بمنحه القدرة على إتخاذ تلك القرارات الحساسة التي تحدد حياتنا التي تقوم بتشكيلها بناءا على تلك القرارت فالعزلة هي رائعه بكل معن...

من أنتي!!!!

من أنتي لتدخلين حياةً كانت قبلكِ هادئةً نائمةً لا تعرف أي شئ عن تلك المفاهيم الرومنسية لتقلبينها رأساً على عقِب؟   وكيف دخلتي؟ تحت أي ستارٍ /تحت أي مفهوم؟ لتعلنين عن بدء حقبةٍ جديدة حقبة تحمل حكاية لا تعرف أين ستنتهي! حكايةً عنوانها الحنين ومضمونها الإشتياق ودروبها الصبابة ويعصف بها الغرام, حكايةً تنذر بالخوف ووعورة الطريق عند النهاية, ليضفي عليها طابع الغموض. إني أنظر لنفسي بالمرآه وأسأل من هي تلك الجميلة التي ايقضتك من سباتك العميق؟ من أين أتت؟ وكيف تجرؤ على القبول بهذا الأمر؟ فيرد من في المرآة قائلاً: أنها واحدةً من النساء القليلات على وجه الارض ولكني أراها الوحيدة, إنها انسانة علمتني كيف يكون الحب وكيف تكون الحياة, لقد أضفت بروعتها روح الحب وروح الثقة. إني أتمنى أن أجرؤ على الوقوف أمامها لأقول: إني احبك احبك احبك احبك إلى أن ينتهي هذا العمر. نعم فهي جائت بعطرها وأنفاسها ودخلت هذه الحياه كالسحر اني أراها تمشي بكبريائها الفتان لتعلن عن قدوم الملكة تلك التي تنشر الروعة والأناقة في كل أرض تطأها قدامها, وكلما اقتربت يزيد أعجابي بها, فهي صامتةٌ لا تتفوه بأي كل...

قصة من الواقع

عندها أصبح كذلك الإنسان الذي يلفظ أنفاسة الأخيرة عندما أيقن وأدرك أنه وليد واقع فاق حد الإحتمال واقع لا مكان للحلم, للأمل, للخيال فيه. نعم لأنه إرتكب ذنب العشق, لقد خاض فيه وأدمنه إلى حدٍ لا يستطيع أن يبتعد عنه أو أن يتركه, لأنه أحس بأن مشاعره وأحاسيسه كانت صادقة تماماً منذ فترة طويلة منذ طفولته لم يحس بفرحةٍ غامرة وسعادةٍ لا حدود لها وكانت الأجمل هي اللحظات التي كانت برفقتها, اللحظات التي كان يقرأ أو يستمع إلى أفكارها إلى روعتها وكانت ضحكاتها عبارة عن أقصى الأمنيات وأجمل الأصوات لقد كانت تمثل له الكثير. أما هي فكبرياؤها كان فاضح أرهقها, حاولت أن تبتعد بشتّى الوسائل وإن كان هذا الإبتعاد على حسابها لكن إصراره وخيبتها في القدرة على خلق فرصة للنسيان هو ما فضحها لكن ما الذي تفعله؟ فهي واقعية وكبرياؤها ليس له مثيل ولا تريد الحب بقدر ما تخشاه وهو شخصٌ رائع بالنسبة لها شخص فاق حد الخيال بصدقه وروعته وعشقه, لكن أين المفتاح لأن تفتح باباً تريد إغلاقه بقدر فتحه؟ ما عادت تدري أين الصواب.!. أصبحت مرهقةً هل تقبل حُبّاً نهايته سوداء بلون الواقع؟/! / تبدأ حبّاً بنفسها معه وأيض...

ما بال هذا الشتاء!!!

إن هذا الشتاء طويلٌ حقاً .. إنه قاسٍ أيضاً .. وباردٌ جداً .. إن هذا الشتاء يتسع لكثير من المشاعر والكثير من الفرح والكثييير من الحزن, والكثير من الإنتظار أيضاً, إن هذا الشتاء مليء بأحداديث موجعة وأخرى تدفعنا إلى الإختناق, إنه مليء بالسحر الأسود ذلك الذي يجعل من النسيان أسطورة على قلوبنا, إنه يحمل الهذيان الموجع وتفوح منه رائحة البكاء .. لا أدري إن كانت دموعاً على تلك الأحلام التي باتت معلقة في الأفق البعيد؟!, أم كانت دموعاً على خيبات متواصلة لتجعل من السنة فصلاً واحداً ألا وهو الشتاء؟! حتى الطرق أصبحت مكاناً لا يقود إلا لتلك النهايات المعقدة, مظلمة موحشة لا يتخللها إلا نور الحنين, نورٌ يشعل دفئاً لحظياً في قلوبنا المنهكة ليخرجنا من تلك البرودة ولكن ما نلبث أن نشعر بالدفء حتى تنهمر دموع الإنتظار, دموع الأمل, دموع الخيبة لنعود إلى ذلك الشتاء الرمادي المتطرف. اعتدت قبل أن تغرب الشمس أن أجلس ناظراً إلى تلك السماء التي تشهق بقوة, تشهق بحُرقة لكنها لا تبكي, لا أدري هل تتجرع خيبة الغياب؟ أم تتذوق حُرقة الإنتظار؟, وأستمر رافعاً عيني باحثاً عن تلك السحابة الرمادية وأشعر بحُزنها و...

مساءٌ وردي بامتياز

على مشارف الغُروب جلس على شُرفته الهادئه وبدأت تلك السيمفونية التي اعتادها في الغروب في العزف، وبعد يوم مُتعب جلس وكلّه حنين وكلّه عشق وأناقه، لم يحدث له هذا منذ مدة طويله ، أراد النوم بسبب ذاك التعب الذي انهك جسده لكن كيف ينام وهو مُفعم بالعشق؟ وهو مفعمٌ بالعاطفه؟. لم يحدُث أن أصبح لون الحياة وردياً منذ مدة أطول مما يتذكر، أي أنثى تلك التي تُنسيه التعب؟ أي أنثى تلك التي تشعل العاطفه بهذا الشكل؟ إنها من ذاك الصنف من النساء الذي لا يمكن أن تحب بعده أبداً، إنها من النوع الذي يعشقه، ابتسامتها كانت كفيله بأن تُذكي عقله وأن تسلب قلبه، إجتاحت حياته بكل عفوية وأناقة، لم يحدث له هذا من قبل! عندما نظر لها أراد أن يقول لها شيئا، لكن الكلمات لم تخرج لقد نسي الأبجديه بذاتها أصبح أمي لا يتقن إلا لغة العشق أصبح قلبه يدق بسرعة خرافيه. كل هذا بسبب تلك الإستثنائيه تلك الأجمل والأكثر أناقة على الإطلاق، بابتسامتها تتلون الحياه يتجمّل المساء لدرجة أنه ارتبط الأمل باسمها، حتى كل احترافه الكتابه الكتابه لم يستطع أن يصف قليلاً من جمالها. إنها استثنائيه لدرجة فاقت حد الخيال، فاقت حد الجمال، حد ...

هشاشه

هناك وعلى ضفة النهر جلس وحيداً كعادته، على المقعد الذي اعتاد الجلوس عليه ويمسك كتاباً جديداً هذه المره إنه يقرأ تلك الرواية المترجمة من الأدب التركي "قواعد العشق الأربعون" التي حدثه عنها رجلٌ عربي جلس بجانبه في الطائره أثناء عودته من مؤتمر . جلس وحيداً ويفكر بتلك الصدمه التي لم يخرج منها منذ عشر سنوات، ما زال يشعر بها وكأنها حدثت البارحه، ما زالت بذاكرته وبقلبه، لم يُحب ولن يحب غيرها هكذا قال لها، وعدها بأن لا تدخل قلبه أنثى غيرها . إنه مدهش، شخصيه بارزه، قويه ويتصف بالجرأه والثقة اللامتناهيه بنفسه، رجلٌ حليم وذكي إن كل من يعرفه يصفه بأنه أحد أروع الشخصيات على الإطلاق، رجل ناجح ومؤثر للغاية لكن القليل منهم من يعرف أنه مكسور من الداخل، إنه كلوح البلور الذي كُسر وهيهات أن يرجع كما كان . جلس ليقرأ لكنه أخرج قلمه بدلاً من ذلك ليكتب عما في داخله عن تلك السحابه التي غطت عاطفته وبقيت تمطر وتمطر حتى دفنتها تحت التراب، فهو يعلم بأنه هناك غنكسارات كل ما بعدها لا يُعد بشئ! فكتب : " إنني أكبر، وأغدو أكثر هشاشةً من قبل، ويؤذيني أحياناً أنها هشاشة من يعي ويعرف أكثر ...

وفي غيابها

وما زال يجلس في غرفته كئيباً أحياناً وسعيداً أحياناً أخرى، يسعَد فيبدأ بالكتابة ويخُط عدداً من الصفحات في روايته الجديدة التي ابتدعها لكنه ما يلبث أن يكتب صفحة أو أكثر فيزداد الشوق لديه ويتضاعف حنينه وتصبح مشاعره كقنبلةٍ تنتظر أمر الإطلاق فذكرى واحده أو إحساسٌ زائدٌ بالشوق كان كفيلاً بإطلاقها، لم يعد يألف ملامح السعاده كثيراً ولم يعد يبتسم تلك الإبتسامه التي تخرج من داخله، إنما يتصنع السعاده ويتظاهر بالفرح وقلبه ليس معه أصلاً!!. عدةُ أيامٍ من الغياب؟! ربما هي لا تُدرك كيف يمكن أن يحدث هذا له؟، كيف ذلك وهي لم تحادثه إلا مراتِ معدوده؟!!، لكنها لا تعلم أن حياته ابتدأت معها وبتلك المحادثة الأسطورية، هي لا تدري أنها اجتاحت قلبه أنها وصلت إلى قلبه من كل الإتجاهات، بكل الطُرُق، وصلت بأناقةٍ يعشقها، برتابةٍ إستثنائية أدمنها، بعفويةٍ أدهشته، بأنوثةٍ طاغيه، نعم لقد دخلت إلى كل ما في سِرِّه. إنها المرة الأولى التي تدخل أنثى إلى عقله قبل قلبه وهيهات أن يعشق العقل قبل القلب فهنا يصبح الحب إستثنائياً أسطورياً خرافياً ليس كمثله شيء، وقد أجتاحت عقله قبل قلبه. جلس وهو يتجرع مرارة الغياب وعقل...

ضائِعٌ بَيْنَ عَيْنَيْها

ضائِعٌ بَيْنَ عَيْنَيْها دخل إلى جامعته صباحاً حوالي الثامنة والنصف وكان يوم منتصف الأسبوع، دخل كعادته مُبتسماً، متفائلاً وعاشقاً أيضا فسلم على أصدقاءة وجلس مع أحدهم ليوضح له شيئاً من مادة إمتحانه ولكنه جلس على المقعد الذي كان بجانبها، لقد كانت تبتسم بروعه لقد كانت ابتسامتها حريريه ناعمه مفعمه بالأناقة. شرع بتدريس صديقه ولكنه يسترق النظرات إليها ليجدها بأروع الصور على الإطلاق، لقد نسي كل ما كان يريد قوله ونسي ما درسه أيضاً. لقد كانت ترتدي فستاناً فيروزياً رائعاً بقدر ابتسامتها الجذابه التي كانت كفيله بأن تسلبه كل شيء، إنه عاشقٌ للون الفيروزي إنه لونه المفضل للنساء، إنه يمثل الثقة بالنفس للأنثى. نعم، لقد كان يتحدى الإناث بارتداء هذا اللون لأنه يحتاج إلى أكثر من وجهٍ جميل بل يحتاج إلى مشية ثابته ونظرات خلّابه وابتسامة تنسي أي أحد الكئآبة. جلس في محاضرته وهو يفكر بجاذبية تلك الأنثى الإستثنائية، أراد أن يكتب ما بداخله لكنه خاف من أن يقرأها أحد. أخذ يفكر في سيمفونيته المفضلة "الدانوب الأزرق" كان يتمنى أن يُغير اسمها إلى "الصباح الفيروزي" لشدة إعجابه بتلك ا...